الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

دونا كارولينا

الملخص
-----------
كيف نجحت ( دونا كارولينـا ) زعيمـة عصابة ( المافيا ) الجديدة ، فى اجتذاب ( أدهم صبرى ) إلى وكرها ؟ ماذا يفعل رجل المستحيل ، حينما يواجـه وحـده عصابات ( المافيا ) فى قلب روما ؟ لمن يكون النصر فى هذه الجولة الجديدة بين رجل المستحيل وعصـابـات المـافيـا لـ أدهــم صـبرى أم لـ ( دونا كارولينـا ) ؟ اقرأ التفاصيل المثيرة ، لترى كيف يعمل رجل المستحيل
***************
------------------------
الفصل الأول : زائرة
------------------------
أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة والنصف صباحا ، حينما توقفت واحدة من سيارات الأجرة أمام بناية أنيقة ، تحتل ناصية شارع فسيح ، فى حى ( مدينة المهندسين ) بالقاهرة الكبرى ، وهبطت منها فتاة فى أوائل العشرينات من عمرها ، شقراء الشعر ، زرقاء العينين ، وردية البشرة تنم ملامحها وطريقة ارتدائها لثيابها ، على أنها ليست مصرية ، أوحتى عربية ، ولقد بدا ذلك واضحا، حينما نقدت السائق أجره، وهى تسأله عن أمر ما بلغة إنجليزية ركيكة ، ممطوطة النهايات ، ومن حيرة السائق، الذى لوح بكفه ، وهز كتفيه ، وكأنما يعلن عجزه عن فهمها وهو يعيد إليها تلك الورقة الصغيرة ، التى خط عليها ذلك العنوان الذى أوصلها إليه ، بحروف عربية مهتزة ، تؤكده أن كاتبها لا يجيد العربية كثيرا ، والتى أعطته إياها حينا استقلت سيارته ، وظهرت الحيرة عل وجه الفتاة ، حينما تركها السائق وانصرف ، والتفتت إلى البناية الضخمة تتأملها فى قلق ، ثم لم تلبث أن اندفعت إليها فى خطوات متوترة سريعة ، ووقفت فى مدخلها تدير بصرها حولها فى حيرة ، قبل أن تندفع إلى حجرة البواب ، وتدق بابها بقبضة مرتجفة .. ومضت لحظات من السكون ، قبل أن يظهر البواب ، وهو نصف مستيقظ ، وحذق في وجهها في دهشة وتساؤل ، فسألته فى ارتباك ، بلغتها الإنجليزية الركيكة : - في أى طابق ، وأية شقة يقيم السيد( أدهم صبرى ) ؟ لم يفهم البواب من العبارة كلها سوى اسم ( أدهم صبرى ) ، فسألها فى حيرة : - أتريدين السيد ( أدهم ) ؟ أومأت الفتاة برأسها إيجابا فى قوة ، وهى تقول : ـ نعم .. نعم .. ( أدهم صبرى ) . أشار البواب بيده إلى المصعد ، وفتح فمه ليخبرها ، ثم لم يلبث أن أطبق شفتيه فى حيرة ، عاجزا عن شرح الأمر لها بلغة تفهمها ، وهز كتفيه ، وهو يغمغم : - حسنا .. سأقودك إلى شقته . استقل معها المصعد ، الذى وصل بهما إلى الطابق الذى يقيم فيه ( أدهم ) ، وقرع البواب باب شقته فى رفق ، ثم ضغط زر الجرس ، وهو يقول : المهم أن نجده هنا ، فهو كثيرا ما يغيب عن شقته بالأسابيع والشهور ، دون سابق إنذار ، ولا يوجد مخلوق واحد فى البناية كلها يمكنه أن يخبرك أين هو ، أو متى يعود .. بل إن أحدا لا يدرى طبيعة عمله بالضبط . تنبه فجأة إلى عدم جدوى حديثه ؛ لأن الفتاة لن تفهم منه حرفا واحدا ، فعاد يطبق شفتيه ، ويعقد حاجبيه ، وكأنما أحنقه ذلك ، وضغط زر الجرس مرة أخرى دون أن يجيبهما سوى الصمت والسكون ، فهز البواب رأسه فى أسف ، وغمغم : إنه غير موجود . حدقت الفتاة في وجهه فى حيرة وجزع ، فأخذ يلوح بذراعيه ، محاولا شرح الأمر لها ، حتى اتسعت عيناها في ذعر ، يوحى بفهمها للأمر ، وشدة أسفها له ، وبدت أقرب إلى اليأس ، وهى تهبط معه فى المصعد ، و لا يكاد يتوقف بهما في الطابق السفلي حتى اندفعت خارجه فى عصبية ، ما جعلها تصطدم برجل وسيم ، كان ينتظر المصعد بدوره ، فغمغمت في ارتباك : - معذرة يا سيدى.. إنه خطئي .. لقد كنت مسرعة و .. قاطعها الرجل فى صوت هادئ ، وبلغة إسبانية سليمة : لا عليك .. إنه أمر بسيط ، لا يستحق الاعتذار . تطلعت إليه فى دهشة ، وهى تغمغم فى حيرة : - كيف علمت أننى إسبانية ؟!.. لقد تحدثت إلـيك بالإنجليزية و .. عاد بقاطعها فى هدوء ، وهو يبتسم ابتسامة جذابة : لغتك الإنجليزية ركيكة للغاية يا سيدة ، وهى تحمل لكنة إسبانية واضحة . غمغمت الفتاة بالإسبانية فى دهشة : - يا إلهى !! تضاعفت دهشتها أمام ذلك الحماس الشديد ، الذى انتاب البواب ، وهو يتحدث إلى الرجل ، ويلوح بذراعه فى قوة ، وهو يشير إليه وإليها ، والرجل يستمع إليه فى اهتام واضح ، ثم وصلت دهشتها إلى ذروتها ، حينا التفت الرجل إليها ، وابتسم وهو يقول فى هدوء : - يبدو أن اصطدامنا كان بمثابة مصادفة سعيدة ، لك على الأقل ، فأنا الرجل الذى تبحثين عنه .. أنا ( أدهم ) .. ( أدهم صبرى ) . ألقت الإسبانية جسدها المنهك فوق أول مقعد وثير ، في ردهة منزل ( أدهم ) ، وهى ما زالت تتأمله فى دهشة وحيرة ، فى حين جلس هو قبالتها فى هدوء ، وهو يسألها : - لم تبحثين عنى يا سنيوريتا ؟ غمغمت فى مرارة واضحة : سنيورا يا سنيور ( أدهم ) ، فأنا زوجة ، وأم . رفع حاجبيه فى دهشة ، وهو يغمغم : - عجبا !!.. إنك تبدين صغيرة السن . ثم ابتسم مستطردا : - حسنا يا سنيورا ، ماذا تريدين من( أدهم صبرى ) ؟ ازدردت الفتاة لعابها على نحو ملحوظ ، ومالت إلى الأمام ، وهى تقول في توتر : - إن حياة زوجى وابنى معلقة بك يا سنيور ( أدهم ) . عقد ( أدهم ) حاجبيه ، وهو يقول : ـ يا إلهى !!.. وكيف يكون ذلك ؟ زفرت الفتاة فى مرارة ، وهى تقول : - لقد اعتدت أنا وزوجى أن نصحب ابننا إلى دولة جديدة ، لنقضى بها إجازة الصيف من كل عام ، ولقد أوقعنا سوء حظنا فى خطإ اختيار (إيطاليا ) هذا الصيف ، وذهبنا إلى (روما) . استرخى ( أدهم ) فى مقعده ، وشبك أصابع كفيه أمام وجهه ، وهو يستمع إليها فى اهتام ، وهى تستطرد في انفعال : كانت الرحلة رائعة في الأسبوع الأول ، ثم انقلب الأمر فجأة ، و على نحو مباغت مذهل

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع